الأهداف والمبادئ العامة للمشروع (الميثاق الوطني)

يسـعى المــشروع الوطنــي لإنقــاذ العـــراق مــن خــلال بنــاء وتنفيذ برامــج عمــل علميــة ووطنيــة في مناحــي الحياة كافــة، يمكــن أن تســتقطب حولهـــا العراقيـين بمختلـف طوائفهـم ودياناتهــم واختصاصاتهــم كوســائل لتحقيــق هــذه البرامج وفقا للمرتكزات التالية:

1. المــشروع الوطنــي العراقــي كيــان ســياسي عابــر للطائفيــة والعرقيـة وغــير قائــم عــلى المحاصصــة ويســتند عــلى مبـــادئ وطنيــة حاكمــة وأساســية بمــا يحقــق مصالــح العــراق وشــعبه، وتبعــده عــن مخاطــر التقســيم والتدمــير التــي تهــدد دول المنطقــة وشعوبــها.

2. يسعى المشروع للتصدي للوضع الكارثي في العراق أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومحاربة الفساد المستشري وتوفير الخدمات وفرص العمل وحرية التعبير والرأي والفكر والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وإنهاء النفوذ الأجنبي صوره كافة، وبناء العراق الآمن المستقر ليكون بلدا مزدهرا ونموذجا وعاملا إيجابيا لأمن واستقرار المنطقة والعالم.

3. يؤمن المشروع بأن الأزمة العراقية، هي أزمة معقدة داخليـــا وإقليميا ودوليا، ولذلك فإن أية معالجة لهـا تستوجب اصلاح العملية السياسية بعيدا عن أية حلول ترقيعية.

4. اعتــماد منهــج الدولــة المدنيــة التــي تحــترم حقــوق الإنســان وحريــة العبــادة والتأكيـــد عــلى إلغــاء المحاصصــة الطائفيــة والعرقيـــة بـــكل أشــكالها مــن العمـــل الســياسي والإداري في العــراق، وعــلى اعتــماد مبــادئ المواطنــة والـــولاء للعــراق كأســاس ومعيــار وحيــد قانــوني وسياسي.
5. التأكيــــد عــــلى العمــــق العــــربي للعـــراق تأريخـــا وجـــذورا وثقافـــة وامتــدادا وحضــــارة والســـــعي الى إقامــة أوثـــق العلاقـــات مــع الاشـقاء العـرب وعلى كافـــة الأصعـــدة، ووقـــوف العـــراق معهـــم لبنـــاء علاقــات متكافئــة مـــع المحيــــط الإقـليمــي والـدولــي.

6 . يحـــترم المــــشروع الحقـــوق القوميـــة للعراقيـــين بـــكل مســـمياتهم العرقيــة والدينيــة، ومـــا يترتـــب عــلى هــذا الاعــتراف مــن إقــرار بحــق الجميع في حقــوق المواطنــة الكـاملــة بـلا تميــيز.

7. يؤمـــن المـــشروع بـــضرورة وضــع اســتراتيجية وطنيــة لإعــادة إعــمار المحافظــات المتــضررة مــن داعـــش ومــن العمليــات العســكرية، وإعــادة النازحـــين الى مدنهـــــم وقراهــــم وإنصـــــاف ضحايــا عمــليــات التهجــير القسري والتغيـــير الديموغــــرافي والقتــــل والاعتقـــال العشــــوائي، وأن تكــون معالجـة قضية النازحين والمهجرين بتعاون عربي ودولي.

8 . يؤكــد المـــشروع ضــرورة بنـاء الجيـــش وقــوى الأمــن الداخــلي على أســس مهنيــة ســليمة وبعقيــدة وطنيــة وولاء كامــل للوطــن بعيــدا عــن الحزبيــة والطائفيــة، والاســـتفادة بشــكل خــاص وجوهــري مــن طاقــات وخــبرات العراقيــين بلا تميــيز.

9. إعـــادة خـــبرات وكـــفاءات العـــراق المهجـــرة والمبعـــدة ووضعهـــا في مكانهـــا الصحيـــح لإعـــادة بنـــاء العـــراق في كافـــة المجـــالات الخدميــة والصحيـــة والصناعيـــة والزراعيـــة والتعليـــم والبنـــى الأساســية للدولــة وغيــرها.

10. إلغــاء القوانــين الانتقائيــة والإقصائيــة والمقيـــدة لحريــة الفكــر والعمــل الســـياسي، ومعالجـــة كل آثارهــا وإنصــاف ضحاياهــا وتعويضهــم بموجــب قـوانيـن خاصــة تصــدر لهــذا الغــرض.
11. إصــلاح النظــام القضــائي وبنـــاء المؤسســـة القضائيــة بشــكل مهنـي بمـا يؤمــن اســتقلاليتها، والتأكيــد عــلى تبنـي سياسـة الفصــل بــين الســلطات وضمـان سيــادة القانــون.

12. إدانــة ومحاربــة كافــة أنــواع الإرهــاب والتكفــير والتطــرف ومنظماتــه وأفــكاره، وضرورة بنــاء اســـتراتيجية وطنيــة شـــاملة لمواجهتــه وعـــدم الاقتصــار عـلى الجانــب العســـكري فقــط للقضــاء عليــه.

13. يؤمـــن المـــشروع بـــضرورة وضـــع معايــير وآليــات واضحــة للمصالحــة الوطنيـــة والتــي يجــب أن لا تقيّــد بضوابــط وشروط وعــلى أن لا تــؤدي الى ضـيـاع الحقــوق والتغاضـي عـن الجرائم التي لازالـت ترتكـب باسـم القانـون.

14. يؤمــن المـــشروع بــأن الدســـتور الحــالي لا يخــدم مصالـــح شــعب العــراق وكتــب بشــكل مســتعجل وفي ظــروف كانـــت الإرادة الوطنيــة غائبــة أو مغيبـة، ممـا يسـتوجب السعــي وبـإرادة وطنيــة لإعـادة دراستــه وإقـراره مـن جـديد.

15.يؤمــن المـــشروع بــأن مشــاركة المجتمــع الــدولي في حــل المشــكلة العراقيــة ضروريــة جــدا، ولكـن هـذا لا يعنـي أنهـا تكـون بديلـة عـن منهجنـا الوطنـي في الحــل.

إن أيـــة محاولـــة جـــادة لبنـــاء اســتراتيجية إنقــاذ وطنيــة أو رؤيــة شــاملة للمرحلــة المقبلـــة، يجــب أن تؤســس وتنطلـــق مــن مفاهيـــم ومبــادئ أهمهـا القيــام بتحليــل دقيــق وشــامل ومحايــد للوضــع العراقــي الراهــن، وســتكون محصلــة هـــذا التحليــل تحديــد ثوابــت وطنيــة لتجميــع القــوى السياســية العراقيــة الوطنيــة لوضـــع برنامـــج وطنـــي عمـــلي وواقعــي للحــل ينقـــذ العــراق.
وأن مـــا تـــم إنجـــازه مــن خــطوات عمليــة ناجحــة لحــد الآن في مســيرة المـــشروع الوطنــي العراقـــي، بالرغــم مــن الظــروف والصعوبــات التــي واجههــا، تؤكــد صــواب ووضــوح رؤيـة المــشروع الاســتراتيجية التــي رســمت آفـــاق المســتقبل بخطــوات واثقــة ومتدرجـــة، أكســـبته تراكـــما للقــدرة ووجودا جماهيريا فاعلا.

للمـــشروع الوطنــي العراقــي رؤيــة واضحــة للمشــاكل التــي يعــاني منهـا العراقــي، وسـبل معالجتهـا في الدولـة العراقيـة الجديـدة المطلوبـة في الجوانــب السياسيــة والاقتصاديــة والاجتماعيــة وفي مجــالات التخطيــط والتنميــة والخدمـات الأساسيـة والأمنيـة والعسكريـة وحقـوق المواطــن وواجباتــه، وغيرهــا مــن الجوانــب المهمـة، وهـذه الرؤيـة يتضمنهـا مـشروع “الفلســـفة الفكريــة للمــشروع الوطنــي العراقــي”، والـــذي تضمــن العديـد مـن الدراســات التــي قامــت بهــا نخبــة مــن الكفــاءات العراقيــة في مختلــف هـــذه الاختصاصـــات، وصـاحـــب ذلــك تحـــرك أعضـــاء المـــشروع الوطنــي وقياداتــه في الداخــل العراقــي وفــق اســتراتيجية وبرامــج عمــل شــهدتها المرحلــة الماضيــة وســيجري التوســـع في مضامينهــا في المرحلــة المقبلة.

قـــام المـــشروع بدراســة تحليليــة لمــا يحــدث مــن صــراع لمشــاريع اســتراتيجية في المنطقــة عربيــا وإقليميــا وتحديــد تأثيراتهــا عــلى الواقــع العراقــي، إضـافــة الـى تقيــيم وتحلــيل للسياســــات الخارجيــة للحـكومـة العراقيـة تــجاه الــدول.
العربيــة والإقليميــة، ووضــع معــالم جديــدة لمــا يجــب أن تكــون عليهــا السياســة العراقيــة مع دول الجــوار.
تقــوم قيــادة المـــشروع بتطبيــق خطــة للتحـــرك العـــربي والإقليمــي مـــن أجــل تعزيــز ارتبــاط العــراق بعمقــه العــربي، وبنــاء أوثــق العلاقـــات مــع المحيــط العــربي والإقليمــي، وبــما يخــدم رؤيــة المــشروع في خـدمــة العـــراق.
ويؤكــد المـــشروع الوطنــي العـــراقي أن هـــذا التحـــرك لا يتناقــض مــع تأكيـده عــلى عــدم الارتبــاط بــأي شــكل مـن الأشكــال بأيـة أجنـدة عربيـة أو إقليميـة ورفـض أيـة إمـلاءات مـن أيـة جهـة تهــدد اســتقلالية القــرار الوطنــي.

يتبنــى المـــشروع الوطنــي العراقــي اســتراتيجية بنــاء وتعزيــز علاقاتــه مــع الــدول المركزيــة في النظــام العالمــي، وكذلــك مــع المنظــمات الدوليــة، لعــرض قضيــة العــراق، وبيــان رؤيــة المــشروع الوطنــي في الحــل الشــامل، ســعيا لإقنــاع هــذه الجهــات بأهميــة عقــد مؤتمــر دولي حــول القضيــة العراقيــة برعــاية الـدول دائمــة العضويــة في مجلـس الأمــن.
وعــلى أن لا يســتثني المؤتمــر حضــور ومشــاركة ومســاهمة أيــة جهــة سياســية عراقيــة مهــما كان موقفهــا وفكرهــا ورؤيتهــا مــن المشــاركين وغــير المشــاركين في العمليـــة السياســـية، باســتثناء التنظيــمات الإرهابيــة كتنظيــم داعــش ومــن تلطــخت أيديهــم بدمــاء العراقيــين.
ومــن المهـــم ان تلتــزم الحكومــة العراقيــة بتذليــل كل الصعوبــات والمعوقــات التــي تقــف أمــام إجــراء مصالحــة وطنيــة شــاملة، وإشراك كل المكونــات العراقيــة في المجتمـــع بالحكومــة ومؤسســاتها، وفي القــوات المســلحة والقــوى الأمنيــة، وأن تكــون قـرارات وتوصيـات المؤتـمر الدولـي ملـزمـة للتطـبيق مـن قبـل جميــع الأطــراف.