بمناسبة مرور ثمانية أعوام على إعلان النصر على الإرهاب وتنظيم داعش الإجرامي، نتوجه بأسمى التهاني وأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز إلى شعبنا العراقي الكريم وإلى قواتنا الأمنية الباسلة بكل تشكيلاتها، تلك القوات التي قدّمت أروع صور الفداء والصمود وكتبت بدماء أبنائها أسمى ملاحم الشجاعة دفاعاً عن الأرض والكرامة والسيادة الوطنية.
وتُعد هذه الذكرى الخالدة محطةً للتذكير بقيمة الوحدة الوطنية وقدسية التلاحم بين أبناء الشعب، وأهمية التماسك المجتمعي في مواجهة التحديات والأخطار. فمن خلال وحدة العراقيين جميعاً وتكاتف مكوّناتهم، تحقق النصر، وانكسرت كل محاولات زرع الانقسام وإحياء الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي. وانطلاقاً من هذه الحقائق، نؤكد ضرورة الابتعاد عن الخطابات المثيرة للفتنة والكراهية، والتمسك بلغة الحوار والتعايش وتعزيز السلم الأهلي بما يصون استقرار بلدنا ويحمي مستقبل أبنائه.
كما نؤمن أن تثبيت النصر يتطلب جهداً مستمراً لاستكمال النصر المجتمعي والسياسي، وذلك عبر معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط المدن وانهيارها، والعمل على محاسبة كل من تسبب أو قصّر دون استثناء، تحقيقاً للعدالة وإنصافاً لتضحيات الشهداء وما قدمته العائلات التي دفعت أغلى ما تملك فداءً للوطن. ونشدد كذلك على أهمية إتمام ملف تعويض المتضررين وضمان عودة جميع النازحين والمهجّرين إلى مناطقهم، وتوفير بيئة آمنة وكريمة تكفل لهم حقهم في الحياة والاستقرار وبناء مستقبل يليق بهم.
ختاماً، نرفع تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار، وندعو بالشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، وحفظ الله العراق وأهله من كل مكروه.