الأمين العام للمشروع الوطني العراقي الشيخ جمال الضاري: إن التصريحات الجريئة للموفد الرئاسي الأميركي توم باراك تمثل اعترافاً بحجم المأساة التي أنتجتها السياسات الأميركية منذ غزو العراق عام 2003، إذ كانت الفوضى، وانهيار مؤسسات الدولة، وتصاعد الطائفية والإرهاب نتائج مباشرة لخيارات الاحتلال التي حولت بلدنا إلى ساحة مفتوحة للصراعات، وسمحت بتمدد النفوذ الإيراني بفعل الفراغين السياسي والأمني اللذين خلفتهما واشنطن.
إن اعتراف الولايات المتحدة اليوم بفشل تلك السياسات لا يعفيها من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه العراق، بما في ذلك تعويض الشعب عن الخسائر الكبيرة، ودعم استعادة سيادة الدولة، وبناء مؤسسات قوية قادرة على حماية الاستقرار ومنع أي تدخل خارجي، وعلى واشنطن أن تتحمل تبعات ما صنعت، وأن تلتزم بالمساهمة في إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي دولةً مستقلةً وفاعلة.
نقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لقد أثبت العراقيون قدرتهم على الصمود، لكنهم يستحقون بيئة مستقرة بعيداً عن الضغوط التي تراكمت منذ عام 2003، وإن تحقيق استقرار العراق ومنع أي نفوذ خارجي، بما في ذلك النفوذ الإيراني، يبدأ باعترافٍ أميركي كامل بالمسؤولية، وبالعمل الجاد على تصحيح المسار الخاطئ الذي رسمته وتبنته الولايات المتحدة في العراق عبر احتلاله، كما يقتضي إرساء نظام سياسي وطني يُنهي المحاصصة الطائفية والعرقية، ويؤسس لعراقٍ حر ومستقر مستقل القرار، يؤمن بالتعايش بين جميع مكوناته، ويتعاون مع شركائه في المنطقة والعالم لتحقيق الازدهار والسلام المستدام.