بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لتحرير مدينة الموصل من عصابات تنظيم داعش الإرهابي، نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى قواتنا المسلحة الباسلة بمختلف تشكيلاتها وتضحياتها الكبيرة، وإلى أبناء المدينة الأوفياء الذين صمدوا في وجه الظلم وساهموا في تحقيق هذا الانتصار العظيم، الذي يذكّرنا بأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات.
إن تحرير الموصل ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو دعوة ملحّة لتحقيق النصر السياسي والمجتمعي، لذا، نجدد دعوتنا إلى ضرورة العمل على إعادة جميع النازحين إلى مناطقهم في نينوى والأنبار وبابل وديالى وغيرها من المناطق التي شهدت تهجير العوائل بسبب العمليات العسكرية، والإفراج عن المعتقلين الأبرياء الذين لم تثبت إدانتهم، وتطبيق العدالة بشكل شفاف وتكافؤ الفرص أمام القضاء، مع التأكيد على أهمية تقوية النسيج المجتمعي، وفرض هيبة الدولة وسلطة القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء.
إننا في المشروع الوطني العراقي نطالب بالإسراع في فتح مقبرة الخسفة وإنصاف عوائل الشهداء الذين أعدمهم تنظيم داعش، واستكمال ملف تعويض المتضررين، ونقف إلى جانب الحكومة المحلية في نينوى، وإلى جانب كل الأصوات الوطنية الداعمة لمسارات الإعمار والتطوير في البنى التحتية والخدمات الأساسية، وتعزيز المشاريع التنموية التي تسهم في تحسين الظروف المعيشية لأبناء المحافظة.
إن استكمال النصر والبناء يتطلب منا جميعًا التكاتف والعمل المشترك في ظل رؤية وطنية شاملة، لتعزيز السلم المجتمعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وصولاً إلى مستقبل أكثر ازدهاراً للأجيال القادمة.